ربما تلخص كلمتي قصة مركز الدراسات الاتصالية التحاقلية التي لا تعود إلى وقت بعيد، فقد بدأت التفكير في تأسيسه بعد أن نسقت مشروع مخبر الدراسات الثقافية والإنسانيات الرقمية بقسمي (علوم الإعلام والاتصال وعلم المكتبات بجامعة باتنة 1) في سبتمبر 2021، إذ بدا لي لاحقا، أثناء إدارته، صعوبة “تأليف” جماعة علمية، الانتماء إليها، والعمل ضمن أطرها النظرية والمنهجية بالشكل الذي قد يُفهم أو يحيل عليه مفهوم المخابر العلمية، وهو ما يرجع للعديد من الأسباب. كما انتبهت قبل ذلك بردود فعل بعض الأساتذة في التخصص الذين اعتقدوا أن الصحيح هو وسم المخبر بـ: “دراسات الإعلام والإنسانيات الرقمية” مثلا، وأني أبتعد كثيرا عن الهدف تحت العنوان الذي اخترته، أدركت حينها كيف أن منهم من ينظر إلى علوم الإعلام والاتصال كجسد غريب ومغترب عن بقية الحقول العلمية، منفصل وبعيد بشكل يشرعن استقلاليته كعلم قائم بذاته.

    ولأني أختلف مع ذلك، من جهة، وأحسب التعدد في تخصصي هو الاستقلالية، ولأن “تاريخ العلم هو تاريخ الأخطاء” كما يقول كارل بوبر، من ناحية أخرى، فإني أسعى من خلال هذا المركز إلى خوض ممارسة علمية جديدة، آمل أن تخضع هي الأخرى لمزيد من مقولات النقد، بوصف النقد الأساس في فكرة التراكم المتصل للعلوم.